يُحدث التطوّر التكنولوجي اليوم جملة من الإشكاليّات على المستوى الاجتماعي والمهنيّ. فإلى جانب آليّة المهام نتحدث اليوم عن دمقرطة التقنيّة التي تُشكل خطر كبير على مهنة المصمّم الغرافيكي خاصّة مع التطوّر الكبير الذي شهده الذّكاء الاصطناعيّ. ممّا يدفعنا للتساؤل عن مستقبل هذا الاختصاص وعن تأثير هذا التطوّر على التفكير الابداعي لدي المصمّم الغرافيكيّ، وكيف يُغيّر هذا التطور (الذّكاء الاصطناعي والقوالب الجاهزة) عمليّة تصميم الصّورة؟ ولإلجابة عن هذه التساؤلات اعتمدنا في المرحلة الأولى على المقابلات الشبه منظمة لاستجواب مجموعة من المتمرّسين في ميدان التّصميم الغرافيكي وذلك بهدف الكشف عن مدى تفاقم هذه الإشكاليّة والتعرّف على مدى تأثير دمقرطة التقنيّة ودمقرطة تصميم الصّورة والقوالب الجاهزة والذّكاء الاصطناعي على مهنة المصمّم الغرافيكيّ. وفي المرحلة الثانيّة اعتمدنا دراسة مقارنة بين تصميم بالاعتماد على الذّكاء البشري وتصميم بالاعتماد على الذّكاء الاصطناعي وذلك للتعرّف على مدى قدرة الذّكاء الاصطناعي على الابداع والخلق، والتعرّف على مدى خطورة هذه الطّفرة التكنولوجيا على مهنة التّصميم. وكنتيجة لهذا التمشي وجدنا أنّ دمقرطة التقنيّة والصّورة لا تُمكن الإنسان العادي من إعداد تصميم احترافي وذلك لكون التّصميم فكر قبل كلّ شيء. ولتحقيق ذلك يجب على المستخدم أن يكون على دراية ومعرفة كبيرة بهذا المجال. وتتجسد العلاقة بين المصمّم والذّكاء الاصطناعي على شكل شراكة وتعاون، فالذّكاء الاصطناعي هو عبارة عن برمجيّات ذكيّة تعمل على ترجمة التّعليمات المكتوبة إلى محتوى بصري فيرتبط مفهوم الخلق والابداع بمدى إبداع المستخدم وقدرة الآلة على الترجمة البصريّة.
خلاصة القول مهما بلغت التقنيّة من تطوّر تبقى أداة لخدمة التفكير الابداعي للمصمّم
Auteurs : شوريّة نهى
Téléchargement : PDF